ما أنصفت وإنك لتعلم أنه لم يبارزه رجل قط إلا قتله أو أسره، فقال له عمرو:
ما يجمل بك إلا مبارزته، فقال معاوية: طمعت فيها بعدي وحقدها عليه. ثم إن معاوية أقسم على عمرو لما أشار عليه بهذا أن يبرز إلى علي فلم يجد عمرو من ذلك بدا، فبرز فلما التقيا عرفه علي فرفع السيف ليضربه به، فكشف عمرو عن عورته وقال: مكره أخوك لا بطل. فحول علي وجهه عنه وقال: قبحت، ورجع عمرو لصاحبه " (1).
دنا عمار بن ياسر من عمرو أثناء المعركة فقال: يا عمرو بعت دينك بمصر تبا لك طالما بغيت في الإسلام عوجا " (2).
لقد كانت شخصيات الصحابة مكشوفة لدى بعضهم وكل واحد يعرف نفسيات الآخر ولقد تجلى ذلك في الحروب المتتالية وهذا واقع لا يمكن أن ننكره ويجب علينا أن نميز فيه بين الفاسق والمؤمن.
والحديث عن معاوية وصاحبه عمرو يطول بحيث لا يسع المجال لعرض تاريخهما الحافل بالعجائب ونقتصر على التذكير ببعض غرائب معاوية التي لا يستطيع أحد نكرانها.
بعض أفعال معاوية:
* - اغتصابه الخلافة بالقهر.
* - قتل حجر بن عدي وأصحابه لأنهم رفضوا سب علي (ع) والبراءة منه ووقفوا في وجه من يفعل ذلك وقد قالت عائشة لمعاوية: الله الله في حجر وأصحابه وعاتبته وقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يقتل بعدي