السيف والسياسة - صالح الورداني - الصفحة ٦٧
عبد الله. وأين أبي بن كعب وبلال بن رباح وحذيفة بن اليمان وخزيمة ذي الشهادتين وعمار بن ياسر وأبو أيوب الأنصاري وأبو سعيد الخدري والبراء بن مالك وخباب بن الأرت ورفاعة بن مالك وأبي الطفيل عامر بن وائلة وغيرهم..
لقد كان اختفاء كل هؤلاء من سقيفة بني ساعدة عامل قلق لفريق عمر. حيث أن هذه الشخصيات الغائبة لها وزنها وفاعليتها ومن الممكن أن تشكل تحديا لهذا الفريق مستقبلا..
تروى الروايات أن الإمام ومعه عصبة من الصحابة كان مشغولا بتجهيز الرسول للدفن بينما كان القوم يتصارعون على الخلافة في السقيفة.. (42) والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل من أخلاق المسلمين أن يتركوا رسولهم في مثل هذا الحال ويتصارعوا على الحكم..؟.
أين ما تعلموه من الرسول إذن..؟.
لقد ترك الرسول في حياته في مواقف كثيرة من قبل هؤلاء الناس.
ترك في أحد.
وترك في مسجده وهو يخطب فيهم ونزل فيهم قوله تعالى (وتركوك قائما) وترك وهو يلفظ أنفاسه وطلب منهم إحضار قلم وقرطاس ليكتب لهم كتابا لا يضلوا بعده أبدا.
وترك بعد وفاته.. (43).
ومثل هذا السلوك إن دل على شئ فإنما يدل على مدى استحكام أمر الدنيا وطغيانها على كثير من هؤلاء..
ولعل هذا هو ما يشير إليه قوله تعالى (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة)

(42) أنظر كتب التاريخ.
(43) أنظر في السيرة والتاريخ وتفسير سورة الجمعة وراجع باب وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 73 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة