الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٣٤٨
إن الإسلام عندما قام بتحطيم السلف الوثني وحججه كان يفسح الطريق أمام الإنسانية كي تتبين خطاها وتأخذ بأسباب الهدى. بعد أن أوحى الشيطان إلى أوليائه كي يفتحوا أبواب الفتن ويدخلوا من باب رافعين رايات القضاء والقدر والحسنة والسيئة تارة وحرية الإنسان الشخصية تارة أخرى. وأولياء الشيطان اعتبروا أن هذه أقرب الطريق للدخول بأكثر الناس تحت ظلال الظلام الشيطانية من أجل تتفيذ المخطط الشيطاني الذي حمله الشيطان على عاتقه منذ أن رفض السجود لآدم. وبينما كان فقهاء الشيطان وتلاميذه يسيرون نحو غاياتهم. كانت سهامهم توجه إلى صدر الإسلام فيتهمونه تارة بأنه دين جامد لم يقدم دليلا على أنه من عند الله وتارة أخرى على أنه دين يصادر الحرية ولا هم له إلا السلب والنهب!
وإذا كنا هنا لم نقدم سوى بعض من الآيات المكية فقط. فإننا نقول لمعسكر الانحراف. هل في حجج الإسلام سلب ونهب وإكراه؟ هل وجدتم جمود؟ هل علم معسكر الانحراف نظام أعطى خصومه الحرية الكاملة الإبداء آرائهم وصححها بما يخدم إنسانيتهم أكثر من الإسلام؟ إن الإسلام جاء ليتكلم هو لن يتكلم إلا إذا تكلم الطرف الآخر. وبعد أن يقول الإسلام كلمته يذر الظالمين يخوضوا ويلعبوا حتى يأتيهم اليوم الذي يوعدون. فهل في هذا إكراه وإجبار؟ فإذا كانت الإجابة بلا.. فلماذا قلتم وتقولون وستقولون عن الإسلام بأنه دين للجمود والدماء؟ إن القول الذي تقولون به من ثقافة طريق الطمس والإسلام أسمي من أن ينظر في ثقافة قردية الطمس فهؤلاء لهم يوم حدده الله. وفيه يكون عذاب الاستئصال. ونحن وإياكم في انتظاره. إن الزيت السلفي بدأ في الجفاف على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. والذين تاجروا بالأديان أصبحت تجارتهم راكدة. إن الجفاف الأكبر قادم. معه ستقطع حبال الأهواء التي يتدلى فيها أبناء الانحراف. وسيسقطون بينما تكون قوافل الهدى التي على الصراط المستقيم ترتل كتاب ربها بآياته التي قرأها رسولهم أول مرة. والله ولي المتقين.
5 - لبنات المجتمع الصالح:
لقد أيقظ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الفكر عند من أراد العودة إلى الله. وجعل قلوبهم عامرة بذكر الله ولم الدعوة مقتصرة على ضرب الانحراف
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»
الفهرست