تحكي عن نزول العذاب عليهم وفسروا في الأرض فانظروا كيف عاقبة المكذبين حتى يتبين لكم أن الدعوة النبوية التي هي إنذار حق إن الرسالة ليست كما تزعمون (86).
إن أصحاب العقول الفارغة يستمعون إلى نداء النبي وهو يبلغ عن ربه ومطالبته لهم بأن يجتنبوا عبادة العجول مع أشكالها فيقولون لو كان النهي صحيحا ما شاء الله أن نعبد غيرها. فإن قلت لقد شاء الله وأرسل لكم رسولا ليزيل من عقولكم بصمات سلفكم الضال ومعه المعجزة التي تثبت رسالته إليكم. هرولوا إلى مظلات السلف وقالوا كما قال الذين من قبلهم إن هذا إلا خلق الأولين وما سمعنا بهذا من قبل يكفينا ما دونه فقهاء الآباء وإنا على آثارهم مقتدون. هكذا لا يسمع الصم الدعاء. وإذا كان هذا الفريق قد حاول الالتفات حول الرسالة. فإن الفريق الأقذر منه هو الذي حاول الدخول من باب القضاء والقدر يقول تعالى: " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ وكذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون * قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين " (87) إنه فريق فقهاء الجدل الذي ينام في حاضره تحت مظلة سلفه الضال. ولكي يخدم سنة آبائه القومية. يفتح لأهوائه العنان، قال ببساطة:
هب أننا مشركون. ألم يشأ الله لنا ذلك لماذا نلام على الشرك. قال المفسرون:
وهي حجة داحضة باطلة. فالذين من قبلهم قالوا بهذا ولو كان قولهم صحيحا ما أذاقهم الله بأسه ودمر عليهم. (قل هل عند كم من علم) أي بأن ما تفعلوه هو بأمر الله (فتخرجوه لنا) أي فتظهره لنا (إن أنتم إلا تخرصون) والخيال. والمراد بالظن هنا. الإعتقاد الفاسد. (وإن أنتم إلا تخرصون) تكذبون على الله فيما ادعيتموه (88) وقال صاحب الميزان: الآية تذكر احتجاجهم بهذه الحجة. ثم ترد عليهم بأنهم جاهلون بها. وإنما يركنون فيها إلى الظن .