الانحرافات الكبرى - سعيد أيوب - الصفحة ٢٥٥
* الحمار يحمل أسفارا الطريق إلى المسيح الدجال مقدمة:
أثناء حكم يوسف عليه السلام لمصر. جاء بنو إسرائيل وأقاموا فيها، وسار فيهم يوسف بشريعة آبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، وأرسى قواعد التوحيد الذي لا يعبد فيه إلا الله وحده لا شريك له في نفوسهم، وبعد رحيل يوسف عليه السلام هبت عواصف الفراعنة تحمل الوثنية وتطرحها على أرض مصر من جديد (1). ويرى هذا لدى قوله تعالى: (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاء كم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) (2) وعلى امتداد الثقافة الفرعونية تأثرت الروح الإسرائيلية بالوثنية الفرعونية ومنها عبادة عجل أبيس الذي اعتقدوا أن روح الآلهة تسكنه! وتحت الراية الفرعونية شرب بنو إسرائيل من وعاء المادية حتى أصبحت المادية أصل أصيل داخل نفوسهم. وهذه المادية هي التي جعلتهم يحكمون في الله سبحانه بما يعقلون من أوصاف الماديات، ورغم أن شعب بني إسرائيل أجرى حياته في ظل الفرعونية وفيما بعد على المادة إلا أن عصبيتهم

(1) تاريخ الجوع والخوف / تحت الطبع.
(2) سورة غافر، الآية: 34.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 253 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست