هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١٤٩
وهكذا في سائر الصفات نعم حكي عن زرارة بن أعين وهو من متكلمي الشيعة وفقهائهم أنه زعم " أن علم الله تعالى وقدرته وحياته وسائر صفاته حوادث، وأنه لم يكن حيا ولا قادرا ولا عالما حتى خلق لنفسه حياة وقدرة وعلما وإرادة وسمعا وبصرا " (3).
فهو في هذا يوافق هشاما كما يبدو، ولكن يتراءى أن نسبة هذا التعميم في صفات الله حتى في الحياة والقدرة، إنما من المختلقات الواضحة، فإن القول به يؤدي إلى أن الخالق لا يتصف بصفة ولا يمكن أن يخلق شيئا، أنه إذا لم يكن حيا ولا قادرا فهل من المعقول حين ذاك أن يخلق شيئا، فضلا عن أن يخلق تلك الصفات، إذ مدار الفعل والأحداث على الحياة والقدرة، وليس الرجل بهذه المثابة من السخافة، لذلك يجب أن نتلقى مثل هذه النسبة إليه بشئ من الشك. وأن من نسب ذلك إليه وإلى زرارة قد غفل ما توجبه نسبته من الشك والطرح.
ومن هنا كان قول الشهرستاني المؤيد لمن يقول بأن هشاما كان يقول إن الباري لم يزل حيا قادرا هو القول المعقول دون القول الثاني.
ومهما يكن من قول فإن هشاما يذهب في هذه الصفات كلها عدا الحياة والعلم مذهبه في العلم، ولا يزيد فيها على قوله فيه، فهو لا يقول بأنها عين الذات كما يعتبرها المعتزلة ولا غير الذات كما يراها المجبرة وأصحاب الصفات، بل يذهب فيها

(1) الفرق ص 201 والملل ص 108.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242