تبع جبريل حين علمه الصلاة، ثم صلى علي النبي، إذ هو أول ذكر صلى بصلاته، فبشر الله النبي أنه يصلي عليه بإقامة من ينصبه مصليا له في أمته، وذلك لما سأل النبي بقوله: * (واجعل لي وزيرا من أهلي) * عليا * (أشدد به أزري) * ثم قال تعالى: * (صلوا عليه) * أي: اعتقدوا ولاية علي وسلموا لأمره. وقول النبي: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد. أي: اسألوا الله أن يقيم له ولاية ولاة يتبع بعضهم بعضا كما كان في آل إبراهيم، وقوله: وبارك عليهم، أي: أوقع النمو فيهم، فلا تقطع الإمامة عنهم.
ولفظ الآل وإن عم إلا أن المقصود هم، لأن في الأتباع والأهل والأولاد فاجر وكافر لا تصلح الصلاة عليه.
فظهر أن الصلاة عليه هي اعتقاد وصيته والأئمة من ذريته، إذ بهم كمال دينهم وتمام النعمة عليهم، وهم الصلاة التي قال الله إنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، لأن الصلاة الراتبة لا تنهى عن ذلك في كثير من الموارد " (1).
دلالة الآية سواء كان الاستثناء متصلا أو منقطعا وتلخص: إن الآية المباركة دالة على وجوب مودة " أهل البيت "...
* سواء كانت مكية أو مدنية، بغض النظر عن الروايات أو بالنظر إليها.
* وسواء كان الاستثناء منقطعا كما ذهب إليه غير واحد من علماء العامة وبعض أكابر أصحابنا كالشيخ المفيد البغدادي رحمه الله، نظرا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يطلب أجرا على تبليغ الرسالة، قال رحمه الله:
" لا يصح القول بأن الله تعالى جعل أجر نبيه مودة أهل بيته عليهم السلام، ولا أنه جعل ذلك من أجره عليه السلام، لأن أجر النبي في التقرب إلى