الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب، والصواب خلاف قوليهما معا، وأن الحديث من قسم الحسن لا يرتقى إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولا. ولكن هذا هو المعتمد، هذا لفظه بحروفه ".
وكذا فعل في (اللآلي المصنوعة) وانتقد حكم ابن الجوزي مستشهدا بكلمات الحاكم والخطيب والعلائي وابن حجر العسقلاني.. (1).
وهكذا في (قوت المغتذي على جامع الترمذي) حيث شيد أركانه وأثبته بكلام العلائي وابن حجر المتقدمين في محلهما.
بل حكم بصحته في كتاب (جمع الجوامع) حيث قال ما نصه: " قال الترمذي وابن جرير معا: ثنا إسماعيل بن موسى السري أنا محمد بن عمر الرومي عن شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا دار الحكمة وعلي بابها. حل. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي نسخة: منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس.
وقال ابن جرير: هذا خبر عندنا صحيح، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلتين: إحداهما أنه خبر لا يعرف له مخرج عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه. والأخرى: إن سلمة بن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة، وقد وافق عليا في رواية هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم غيره: حدثني محمد بن إسماعيل الفزاري ثنا عبد السلام بن صالح الهروي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.
حدثني إبراهيم بن موسى الرازي - وليس بالفراء - ثنا أبو معاوية بإسناده مثله، هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث انتهى كلام ابن جرير.