أحب إلي من أخيه عثمان. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان أبو بكر ثقة حافظا للحديث، وقال عمرو بن علي الفلاس: ما رأيت أحدا احفظ من أبي بكر ابن أبي شيبة، قدم علينا مع علي بن المديني، فسرد الشيباني أربع مائة حديث حفظا وقام. وقال الإمام أبو عبد الله: انتهى الحديث إلى أربعة وأبو بكر بن أبي شيبة أسدهم (أسردهم) له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، ويحيى بن معين أجمعهم له، وعلي بن المديني أعلمهم به. قال محمد بن عمرو ابن العلاء الجرجاني: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة وأنا معه في جبانة كندة، فقلت له: يا أبا بكر سمعت من شريك وأنت ابن كم؟ قال: وأنا ابن أربع عشرة سنة، وأنا يومئذ أحفظ للحديث مني اليوم. قلت: صدقت والله وأين حفظ المراهق من حفظ من هو في عشر الثمانين. قال الجرجاني: فسألت يحيى ابن معين عن سماع أبي بكر ابن أبي شيبة من شريك، فقال: أبو بكر عندنا صدوق وما يحمله على أن يقول وجدت في كتاب أبي بخطه. وقال: وحدث عن روح بن عبادة بحديث الدجال وكنا نظنه سمعه من أبي هشام الرفاعي.
قال عبدان الأهوازي: كان أبو بكر يقعد إلى الأسطوانة وأخوه ومشكدانة وعبد الله بن البراد وغيرهم (كلهم) سكوت إلا أبو بكر فإنه يهدر. قال ابن عدي: هي الأسطوانة التي كان يجلس إليها ابن عقدة. وقال لي ابن عقدة: هذه هي أسطوانة عبد الله بن مسعود، جلس إليها بعده علقمة وبعده إبراهيم وبعده منصور وبعده سفيان الثوري وبعده وكيع وبعده أبو بكر ابن أبي شيبة وبعده مطين. وقال صالح بن محمد الحافظ جزرة: أعلم من أدركت بالحديث وعلله علي بن المديني، وأعلمهم بتصحيف المشايخ يحيى بن معين، واحفظهم عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة. قال الحافظ أبو العباس ابن عقدة: سمعت عبد الرحمن بن خراش يقول: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت احفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. فقلت: يا أبا زرعة فأصحابنا البغداديون؟ قال: دع أصحابك فإنهم أصحاب مخاريق، ما رأيت احفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. قال الخطيب: كان أبو بكر متقنا حافظا..