فأدخلني إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا بني إن الله عز وجل قال ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ (1) وإن الله عز وجل إذا قال قولا وفى به (2).
وروي أيضا عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار... عن داود الرقي قال قلت لأبي الحسن موسى: إني قد كبرت سني ودق عظمي وإني سألت أباك فأخبرني بك فأخبرني من بعدك فقال: هذا أبو الحسن الرضا (3).
فهذه كلها نصوص للتدليل على إمامة الرضا وقد أسهبت المصادر الإمامية في كلامها على إمامة الرضا نتيجة لما ساد تلك الفترة من الاختلافات وظهور الدعوات والفرق المتعددة حول الإمامة كما مر بنا (4).
فعلي بن موسى الرضا هو الإمام بعد أبيه لفضله على جماعة إخوته وأهل بيته وظهور علمه وورعه واجتماع الخاصة والعامة على ذلك فيه ومعرفتهم به منه ولنص أبيه على إمامته من بعده وإشارته إليه بذلك (5).
ويبدو أنه قد أصبح لعلم الإمام أهمية خاصة سيما وأن الرضا عاش أيام المأمون وقد بينا ما حفل به عصر المأمون من التيارات الفكرية المختلفة وتشجيع المأمون للحركة الثقافية.
ويحدثنا الصدوق عن كثرة المناظرات التي كانت تدور بين الرضا والمتكلمين من أهل الفرق المختلفة وأغلب هذه المناظرات كانت حول