مسألة الإمامة ومنزلة آل البيت من النبي ووراثتهم له.
ويذكر الصدوق: إن المأمون كان يجلب على الرضا متكلمي الفرق والأهواء المضلة وكل من سمع به حرصا على انقطاع الرضا عن الحجة مع واحد منهم وذلك حسدا منه له ولمنزلته من العلم فكان لا يكلم أحدا إلا أقر له بالفضل وألزم الحجة له عليه (١).
فمن جملة المناظرات التي ذكرها الصدوق أن الرضا سئل عن العترة أهم الآل أم غير الآل فقال: هم الآل فقالت العلماء: فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال: أمتي آلي وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته فقال أبو الحسن: أخبروني فهل تحرم الصدقة على الآل قالوا: نعم قال:
فتحرم على الأمة قالوا: لا قال: هذا فرق بين الآل والأمة... أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم قالوا: ومن يا أبا الحسن فقال: من قول الله ﴿ ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهم النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون﴾ (٢) فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين (٣).
كما يذكر الصدوق أن مناظرة جرت في مجلس المأمون بين الرضا وعدد من العلماء بين فيها الرضا فضل آل البيت ومنزلتهم فقد سأل المأمون عن معنى الآية: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا﴾ (٤) فقالت العلماء: أراد الله بذلك الأمة كلها فسأل المأمون الرضا عن ذلك فقال: أراد الله العترة الطاهرة لأنه لو أراد الأمة لكانت أجمعها في الجنة بقول الله: ﴿فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير﴾ (5) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: (جنات عدن