كما قال زيد (1).
وأرسل هشام لمواجهة زيد يوسف بن عمر الثقفي، فقتل زيد وصلب وفي ذلك يقول بعض شعراء بني أمية لآل أبي طالب:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم أر مهديا على الجذع يصلب (2 ويذكر اليعقوبي أنه بعد مقتل زيد تحركت الشيعة بخراسان وظهر أمرهم وكثر من يأتيهم ويميل معهم وجعلوا يذكرون للناس أفعال بني أمية وما نالوا من آل الرسول حتى لم يبق بلد إلا فشا فيه هذا الخبر وظهرت الدعاة ورؤيت المنامات وتدورست كتب الملاحم (3).
وهذا الخبر يدل على وجود الشيعة بخراسان وأن هناك دعوة لآل الرسول قام بها أهل خراسان، ولكن كما يبدو أن الدعوة هنا لا يقصد بها إلى الشيعة أتباع علي بن أبي طالب وأولاده وإنما إلى الشيعة بني العباس لأنه في هذه السنة توجه الدعاة إلى خراسان.
كما أن وجود دعوة لآل البيت في خراسان كان أمرها معروفا من قبل الأمويين فيذكر الطبري، أنهم تمكنوا من القضاء على زيد بواسطة رجل من أهل خراسان فدس يوسف بن عمر مملوكا خراسانيا الكن وأعطاه خمسة آلاف درهم وأمره أن يلطف لبعض الشيعة فيخبره أنه قدم من خراسان حبا لأهل البيت وأن معه مالا يريد أن يقويهم به فلم يزل المملوك يلقى الشيعة ويخبرهم عن المال الذي معه حتى أدخلوه على زيد فخرج فدل يوسف على موضعه (4).
فيبدو أن العلويين كانوا على علم بأمر أنصارهم في خراسان.
وجاء بعد زيد ابنه يحيى ولم يكن بأحسن من حظ أبيه فقد خرج في أيام الوليد بن زيد بالجوزجان (5).