ثم يقال إنهما ذهبا إلى عمر أيضا، فقال عمر: أخرجوهما عني قد فهمت يا بني عبد المطلب، وإنما تنازعا عنده ليعرف القاعد ذلك المعقد لا حق له في ذلك المجلس وأنه لهما ولم يرض به أحد حكما بل ليقف على ظلمه... وعلي والعباس إنما تظلما إلى أبي بكر ليعرف ظلمهما لا أن بينهما اختلافا والمد الله (1).
ويؤكد الشيخ المفيد أهمية هذا الحديث ويرى أن مؤازرة علي للنبي في تلك الفترة من المناقب الجليلة التي انفرد بها علي بن أبي طالب ومن الأمور الدالة على إمامته.
ويقول في هذا الحديث: وفي الخبر ما يفيد أن به عليه السلام تمكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تبليغ الرسالة وإظهار الدعوة والصدع بالإسلام ولولاه لم تثبت الملة ولا استقرت الشريعة ولا ظهرت الدعوة فهو عليه السلام ناصر الإسلام ووزير الداعي إليه من قبل الله عز وجل وبضمانة لنبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم تم له في النبوة ما أراد وفي ذلك من الفضل ما لا يوازنه الجبال فضلا ولا تعادله الفضائل كلها محلا وقدرا (2).
وذكر هذا الخبر المرتضى وجعله من النصوص الجلية في إمامة علي ابن أبي طالب وأكد صحة هذا الخبر وتواتره (3).
وكذلك جعله الطبرسي من النصوص الجلية وأورد من رواة (4). كما رواه أيضا ابن المطهر وعده من أدلة الإمامة المستندة إلى السنة النبوية (4).
ثم عندما انتشر أمر الدعوة ولقي الرسول شدة من قريش استقر رأيه على الهجرة من مكة إلى المدينة تاركا علي بن أبي طالب مكانه وأمره أن يتخلف بمكة حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الودائع التي كانت عنده