نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٠١
ثم يقال إنهما ذهبا إلى عمر أيضا، فقال عمر: أخرجوهما عني قد فهمت يا بني عبد المطلب، وإنما تنازعا عنده ليعرف القاعد ذلك المعقد لا حق له في ذلك المجلس وأنه لهما ولم يرض به أحد حكما بل ليقف على ظلمه... وعلي والعباس إنما تظلما إلى أبي بكر ليعرف ظلمهما لا أن بينهما اختلافا والمد الله (1).
ويؤكد الشيخ المفيد أهمية هذا الحديث ويرى أن مؤازرة علي للنبي في تلك الفترة من المناقب الجليلة التي انفرد بها علي بن أبي طالب ومن الأمور الدالة على إمامته.
ويقول في هذا الحديث: وفي الخبر ما يفيد أن به عليه السلام تمكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تبليغ الرسالة وإظهار الدعوة والصدع بالإسلام ولولاه لم تثبت الملة ولا استقرت الشريعة ولا ظهرت الدعوة فهو عليه السلام ناصر الإسلام ووزير الداعي إليه من قبل الله عز وجل وبضمانة لنبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم تم له في النبوة ما أراد وفي ذلك من الفضل ما لا يوازنه الجبال فضلا ولا تعادله الفضائل كلها محلا وقدرا (2).
وذكر هذا الخبر المرتضى وجعله من النصوص الجلية في إمامة علي ابن أبي طالب وأكد صحة هذا الخبر وتواتره (3).
وكذلك جعله الطبرسي من النصوص الجلية وأورد من رواة (4). كما رواه أيضا ابن المطهر وعده من أدلة الإمامة المستندة إلى السنة النبوية (4).
ثم عندما انتشر أمر الدعوة ولقي الرسول شدة من قريش استقر رأيه على الهجرة من مكة إلى المدينة تاركا علي بن أبي طالب مكانه وأمره أن يتخلف بمكة حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الودائع التي كانت عنده

(١) ابن رستم الطبري (ت ٤٠٠ ه‍): المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب ص ١٧١.
(٢) الشيخ المفيد (ت ٤١٣ ه‍): الإرشاد ص ١١، ٣٠.
(٣) المرتضى: الشافي في الإمامة ص ٨٥، ٨٨.
(٤) الطبرسي (ت ٥٤٨ ه‍): أعلام الورى بأعلام الهدى ص ١٦٧.
(٥) ابن المطهر: منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص ١٦٧، وقد ذكر هذا الحديث أيضا بن طاووس (ت ٦٦٤ ه‍): الطرف ص ٧ سعد السعود ص ١٠٥، ابن المطهر: كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ص 91 الجزائري:
المبسوط ص 28، جعفر نقدي: ذخائر القيامة ص 39.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298