نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٨٨
فيذكر الطبري لما قتل زيد عمد رجل من بني أسد إلى يحيى بن زيد فقال له:
قتل أبوك وأهل خراسان لكم شيعة فالرأي أن تخرج إليها قال: وكيف لي بذلك قال: تتوارى حتى يكف عنك الطلب ثم تخرج (1).
فلما سكن الطلب خرج يحيى في نفر من الزيدية إلى خراسان فقتل هناك (2).
وتظهر أهمية ثورة زيد فيما حدث من التطورات على الشيعة، فبعد أن كانت الشيعة تدين بموالاة علي وأبنائه فقد ظهرت نظرة جديدة للإمامة قالوا: إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد الرسول لقرابته وسابقته ولكن كان جائزا للناس أن يولوا غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجربا (3).
ثم جعلوا الإمامة بعد علي في الحسن والحسين وأولادهما وهي شورى بينهما فمن خرج منهم وشهر سفه ودعا إلى نفسه فهو مستحق الإمامة (4).
كما أن أتباع زيد أجازوا إمامة المفضول مع وجود الأفضل فالبرغم من أن عليا أفضل الصحابة إلا أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحة دينية رأوها لتسكين الفتنة وتطييب قلوب العامة فإن عهد الحروب التي جرت في أيام النبوة كان قريبا وسيف أمير المؤمنين لم يجف بعد والضغائن في صدور القوم من طلب الثأر كما هي (5).
وقد برر الإمامية خروج زيد، بأنه إنما خرج يدعو إلى الرضا من آل محمد، فيرد عن الصادق أنه قال: إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق وأنه كان أتقى لله من ذلك أنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد (6).

(1) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج 7 ص 189.
(2) ن. م ج 7 ص 228.
(3) النوبختي: فرق الشيعة ص 37.
(4) الأشعري القمي: المقالات والفرق ص 18.
(5) الشهرستاني: الملل والنحل ج 1 ص 249 - 250.
(6) الكليني: الروضة من الكافي ج ص 264 وذكر ذلك الصدوق في عيون أخبار الرضا ج 1 ص 248 - 249.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298