فيذكر الطبري لما قتل زيد عمد رجل من بني أسد إلى يحيى بن زيد فقال له:
قتل أبوك وأهل خراسان لكم شيعة فالرأي أن تخرج إليها قال: وكيف لي بذلك قال: تتوارى حتى يكف عنك الطلب ثم تخرج (1).
فلما سكن الطلب خرج يحيى في نفر من الزيدية إلى خراسان فقتل هناك (2).
وتظهر أهمية ثورة زيد فيما حدث من التطورات على الشيعة، فبعد أن كانت الشيعة تدين بموالاة علي وأبنائه فقد ظهرت نظرة جديدة للإمامة قالوا: إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد الرسول لقرابته وسابقته ولكن كان جائزا للناس أن يولوا غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجربا (3).
ثم جعلوا الإمامة بعد علي في الحسن والحسين وأولادهما وهي شورى بينهما فمن خرج منهم وشهر سفه ودعا إلى نفسه فهو مستحق الإمامة (4).
كما أن أتباع زيد أجازوا إمامة المفضول مع وجود الأفضل فالبرغم من أن عليا أفضل الصحابة إلا أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحة دينية رأوها لتسكين الفتنة وتطييب قلوب العامة فإن عهد الحروب التي جرت في أيام النبوة كان قريبا وسيف أمير المؤمنين لم يجف بعد والضغائن في صدور القوم من طلب الثأر كما هي (5).
وقد برر الإمامية خروج زيد، بأنه إنما خرج يدعو إلى الرضا من آل محمد، فيرد عن الصادق أنه قال: إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق وأنه كان أتقى لله من ذلك أنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد (6).