أربعة عشر ألفا على جهاد الظالمين (1).
ويبدو أن هناك جماعة من الشيعة كانت في شك من أمر زيد فقد ذكر البلاذري أن طائفة من الشيعة قالوا لمحمد بن علي قبل خروج زيد: إن أخاك فينا نبايع، فقال: بايعوه فهو اليوم أفضلنا فلما قدم الكوفة كتموا زيدا ما سمعوه من أبي جعفر (2).
ويقال أن زيدا طلب منهم أن يسألوا أبا جعفر محمد بن علي فإن أمرهم بالخروج معه خرجوا فاعتلوا عليه ثم قالوا: لو أمرنا بالخروج معك ما خرجنا لأنا نعلم أن ذلك تقية واستحياء منك فقال ما قال (3).
إلا أن محمد الباقر كما يبدو لم يتخذ موقفا إيجابيا من حركته، لكنه لم يمنع الناس عن نصرته.
ومما فرق الشيعة عن زيد أنهم سألوه ما قوله في أبي بكر وعمر فقال: كنا أحق البرية بسلطان رسول الله فاستأثرا علينا وقد وليا علينا وعلى الناس فلم يألوا عن العمل بالكتاب والسنة ففارقوه ورفضوا بيعته، وقالوا: إن أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين هو الإمام وجعفر بن محمد إمامنا بعد أبيه وهو أحق بها من زيد وإن كان أخاه (4).
وكان زيد إذا بويع قال: أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفئ في أهله ورد المظالم ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب أتبايعون على هذا فبايعوه (5).
ورغم كل هذه الاختلافات بين فئات الشيعة وموقفهم من زيد فقد بايعه في بادئ الأمر عدد كبير إلا أنهم انفضوا من حوله وجعلوها حسينية