لأنه خرج على إمامة من هو أولى بالإمامة منه لكونه منصوصا عليه من قبل أبيه الباقر، كما أن زيدا تولى عمر وأبو بكر فتركته الشيعة فسماهم رافضة.
أما إطلاق كلمة رافضة على كل الشيعة فلا يصح ولكن يبدو أن التسمية جاءت متأخرة.
فقلب الرافضة إذن يعني به الشيعة التي دانت بإمامة علي والحسن والحسين وأبناء الحسين أي على الشيعة الإمامية كما سموا فيما بعد.
ويظهر أن لقب الرافضة غير مستحب عند من لقب به فيقول المقدسي في كلامه عن الشيعة... ولقبهم المذموم الرافضة (1).
أو أن غير الشيعة كانوا يحاولون الحط من شأنهم بتلقيبهم به، فلذلك تنفي الشيعة صفة الذم عن هذا اللقب، فيذكر البرقي عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر جعلت فداك اسم سمينا به استحلت به الولاة دماءنا وأموالنا وعذابنا قال: وما هو ؟ قال: الرافضة فقال أبو جعفر: ان سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى فلم يكن في قوم موسى الرافضة فأوحى الله إلى موسى أن ثبت لهم هذا الاسم في التوارة فإني قد نحلتهم وذلك اسم قد نحلكموه الله (2).
ويورد أيضا رواية عن عيينة عن أبي عبد الله قال: والله نعم الاسم الذي منحكم الله ما دمتم تأخذون بقولنا ولا تكذبون علينا، قال: وقال لي أبو عبد الله هذا القول اني كنت أخبرته أن رجلا قال لي: إياك أن تكون رافضيا (3).
ويعلل ابن رستم الطبري سبب هذه التسمية إنهم إنما قيل لهم رافضة لأنهم رفضوا الباطل وتمسكوا بالحق (4).
وذكر أيضا أن عمار الدهني شهد شهادة عند أبي ليلى القاضي فقال