نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٩٣
لأنه خرج على إمامة من هو أولى بالإمامة منه لكونه منصوصا عليه من قبل أبيه الباقر، كما أن زيدا تولى عمر وأبو بكر فتركته الشيعة فسماهم رافضة.
أما إطلاق كلمة رافضة على كل الشيعة فلا يصح ولكن يبدو أن التسمية جاءت متأخرة.
فقلب الرافضة إذن يعني به الشيعة التي دانت بإمامة علي والحسن والحسين وأبناء الحسين أي على الشيعة الإمامية كما سموا فيما بعد.
ويظهر أن لقب الرافضة غير مستحب عند من لقب به فيقول المقدسي في كلامه عن الشيعة... ولقبهم المذموم الرافضة (1).
أو أن غير الشيعة كانوا يحاولون الحط من شأنهم بتلقيبهم به، فلذلك تنفي الشيعة صفة الذم عن هذا اللقب، فيذكر البرقي عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر جعلت فداك اسم سمينا به استحلت به الولاة دماءنا وأموالنا وعذابنا قال: وما هو ؟ قال: الرافضة فقال أبو جعفر: ان سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى فلم يكن في قوم موسى الرافضة فأوحى الله إلى موسى أن ثبت لهم هذا الاسم في التوارة فإني قد نحلتهم وذلك اسم قد نحلكموه الله (2).
ويورد أيضا رواية عن عيينة عن أبي عبد الله قال: والله نعم الاسم الذي منحكم الله ما دمتم تأخذون بقولنا ولا تكذبون علينا، قال: وقال لي أبو عبد الله هذا القول اني كنت أخبرته أن رجلا قال لي: إياك أن تكون رافضيا (3).
ويعلل ابن رستم الطبري سبب هذه التسمية إنهم إنما قيل لهم رافضة لأنهم رفضوا الباطل وتمسكوا بالحق (4).
وذكر أيضا أن عمار الدهني شهد شهادة عند أبي ليلى القاضي فقال

(1) المقدسي: البدء والتاريخ ج 5 ص 124.
(2) البرقي: المحاسن ص 119.
(3) ن. م ص 119.
(4) ابن رستم الطبري: دلائل الإمامة ص 255، الرازي: الزينة الورقة 216.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298