وكانت نصرتهم له دليلا على أنهما بقيتا شيعة للحسن كما كانت لعلي.
ولكن الظاهر أن الحسن لم يكن واثقا من أصحابه ونصرتهم له وإلا لما أقدم على الصلح، ويؤكد هذا اليعقوبي ولما رأى الحسن أن لا قوة به وأن أصحابه قد افترقوا عنه فلم يقوموا له صالح معاوية وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وقد سالمت معاوية وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين (1).
وقد تم الصلح بين معاوية والحسن بشروط اشترطها الحسن عليه، على أن يسلم له الخلافة بعده، وأن لا يأخذ أحدا من أهل العراق بأحنه، ويحمل إلى أخيه الحسين في كل عام ألفي درهم ويفضل بني هاشم في العطاء على بني عبد شمس (2).
ويذكر البلاذري ان من ضمن شروط الصلح التي أخذها الحسن على معاوية أن لا يعهد لأحد من بعده وأن يكون الأمر شورى بين الناس وعلى أن لا يبغي الحسن بن علي غايله سرا ولا علانية ولا يخيف أحدا من أصحابه (3).
فالدينوري يرى أن الحسن بن علي اوصى بأهل العراق، والبلاذري يؤكد اهتمام الحسن بأصحابه وأصحابه هم الشيعة.
ويورد الطبري أن من شروط الصلح أن لا يشتم معاوية عليا على مسمع من الحسن (4). ويقول المقدسي أن الحسن طلب أمانا لشيعة علي (5).
وبالرغم من اهتمام الحسن بأصحابه إلا أنه كان عاتبا عليهم وذلك حين خاطبهم بعد الصلح، يا أهل الكوفة لو لم تذهل نفسي عنكم إلا