وجود فئات مختلفة من الشيعة زمن علي كما يذكر النوبختي (1). ويبدو من كلام المقدسي أن التعبير استعمل بوضوح في خلافة الإمام علي.
أما ابن النديم فيرى أن الشيعة تكونت لما خالف طلحة والزبير عليا وأبيا إلا الطلب بدم عثمان وقصدهما علي ليقاتلهما حتى يفيا إلى أمر الله تسمى من اتبعه على ذلك الشيعة فكان يقول شيعتي وسماهم طبقة الأصفياء، طبقة الأولياء، طبقة شرطة الخميس، طبقة الأصحاب، ويفسر معنى شرطة الخميس، أن عليا قال لهذه الطائفة تشرطوا فإنما أشارطكم على الجنة ولست أشارطكم على ذهب ولا فضة (2).
فابن النديم لا يذكر البداية وإنما يذكر ظهور الشيعة كجماعة أو كتلة على مسرح الأحداث السياسة.
أما ابن حزم فيذكر أن التشيع لعلي بدأ بمقتل عثمان حيث يقول: ثم ولي عثمان وبقي اثنا عشر عاما حتى مات وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر الروافض (3 . ويلاحظ أن ابن حزم يستعمل كلمة رافضة عموما على الشيعة كما يستعملها في فترة سابقة لأوانها كما سنرى بعد ذلك.
وممن ذهب مذهب ابن حزم في ذلك الحنفي قال: إن افتراق الأمة لم يكن في أيام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وإنما بعد مقتل عثمان ظهرت الرافضة (4).
أما ابن خلدون فيرى أن الشيعة ظهرت لما توفي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكان أهل البيت يرون أنفسهم أحق بالأمر وأن الخلافة لرجالهم دون سواهم من قريش (5).
فابن خلدون يرى أن البداية كانت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يرى