وكانت وقعة صفين وابتدأ الحرب واشتد القتال وقتل عدد من أنصار علي منهم هاشم بن عتبة، وعمار بن ياسر من أخلص أنصاره وقد كان لمقتل عمار عند الشيعة تأثير كبير لبيان أصحاب الحق من الفريقين المقاتلين لأن النبي قد تنبأ لعمار بقوله: تقتلك الفئة الباغية (1).
وكاد النصر يتم لعلي لولا أن دبر أصحاب معاوية مكيدة فرفعوا المصاحف واختلف جيش علي وامتنعوا عن القتال وطلب أصحاب معاوية التحكيم (2).
وأصبحت لفظة شيعة علي مقابلة لشيعة معاوية وقد ورد ذلك في صحيفة التحكيم فقد ورد في الصحيفة هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وشيعتهما فيما تراضيا من الحكم بكتاب الله وسنة نبيه قضية علي على أهل العراق ومن كان من شيعته من شاهد أو غائب، وقضية معاوية على أهل الشام ومن كان من شيعته من شاهد أو غائب (3).
فالشيعة هنا تعني الأنصار، أنصار معاوية وأنصار علي أو جماعة معاوية وجماعة علي.
ويبدو مما مر من الروايات التاريخية ان هناك أشخاصا عرفوا بميلهم إلى علي بن أبي طالب والوقوف معه مثل عمار بن ياسر وأبي ذر والمقداد وسلمان وكان تصرف هؤلاء الأشخاص وسيرتهم دليلا على تفضيلهم عليا على سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد وقفوا إلى جانبه يوم السقيفة واعتزلوا البيعة ولم يبايعوا حتى بايع علي (4).
وكذلك كان حالهم يوم الشورى (5). ثم نلاحظ أنه في الفترة