بينه وبين عثمان وأجهر بانتقاد عثمان، فضرب حتى غشي عليه وكان شيخا كبيرا ، وقيل أن سبب ذلك لأنه أخفى عنه قبر عبد الله بن مسعود إذ كان المتولي عليه والقائم بشأنه (1).
وكذلك فعل عمار عندما مات المقداد فقد صلى عليه ودفنه ولم يؤذن عثمان به، فاشتد غضب عثمان على عمار وقال: ويلي على ابن السوداء أما لقد كنت به عليما (2). والمقداد من أنصار علي أيام السقيفة والشورى كما مر.
وقد بلغ عمار حين بويع عثمان قول أبي سفيان في دار عثمان عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان وقد دخل داره ومعه بنو أمية، قال أبو سفيان: أفيكم أحد من غيركم؟ - وقد كان عمي - قالوا: لا، فقال: يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة.
ونما هذا القول بين المهاجرين والأنصار فقام عمار في المسجد فقال: يا معشر قريش، أما إذا صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ههنا مرة وههنا مرة فما أنا بآمن من أن ينتزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتوه في غير أهله (3).
ثم قتل عثمان وبقي الناس ثلاثة أيام بلا امام حتى بويع علي (4). ويذكر الطبري عن جعفر بن عبد الله المحمدي... عن محمد بن الحنفية قال: كنت مع أبي حين قتل عثمان... فأتاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا ان هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من إمام ولا نجد اليوم أحق بهذا الأمر منك ولا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله فقال لا تفعلوا فإني أكون وزيرا خيرا من أكون أميرا، فقالوا لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك قال ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خفيا ولا تكون إلا عن رضا المسلمين... فلما دخل المسجد دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه، ثم