الرجل فقال أنا المقداد وهذا الرجل علي بن أبي طالب فقال فقلت ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه فقال يا ابن أخي إن هذا الأمر لا يجزي فيه الرجل والرجلان.
وكان أبو ذر وعبد الله بن مسعود على رأي المقداد أيضا (1).
وأستمر أنصار علي على السكوت أيضا في هذه الفترة ثم حدثت في أواخر أيام عثمان أمر كثيرة أنكرها الناس عليه ومنها قضية التصرف ببيت المال فانتقد لذلك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2).
وكان ممن انتقد عثمان أبو ذر حيث كان يعقد المجالس ويجمع إليه الناس ويحدثهم بفضل علي بن أبي طالب ويقول: وعلي بن أبي طالب وصي محمد ووارث علمه أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم (3).
ولما اشتد انتقاد أبي ذر لعثمان وسياسته، سيره إلى الشام (4). إلا أن أبا ذر استمر في نقد سياسة عثمان وتصرفاته، فكتب معاوية إلى عثمان إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر فاستقدمه إلى المدينة ثم سيره إلى الربذة (5 . ومنع الناس من تشييعه فلم يشيعه أحد غير علي والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر (6).
ولكن الطبري يذكر عن ابن سيرين أن أبا ذر خرج إلى الزبدة من قبل نفسه لما رأى عثمان لا ينزع له وأخرج معاوية أهله من بعده (7).
أما عمار بن ياسر فقد تولى الصدقات أيام عثمان ثم حدث خلاف