نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٥٧
الرجل فقال أنا المقداد وهذا الرجل علي بن أبي طالب فقال فقلت ألا تقوم بهذا الأمر فأعينك عليه فقال يا ابن أخي إن هذا الأمر لا يجزي فيه الرجل والرجلان.
وكان أبو ذر وعبد الله بن مسعود على رأي المقداد أيضا (1).
وأستمر أنصار علي على السكوت أيضا في هذه الفترة ثم حدثت في أواخر أيام عثمان أمر كثيرة أنكرها الناس عليه ومنها قضية التصرف ببيت المال فانتقد لذلك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2).
وكان ممن انتقد عثمان أبو ذر حيث كان يعقد المجالس ويجمع إليه الناس ويحدثهم بفضل علي بن أبي طالب ويقول: وعلي بن أبي طالب وصي محمد ووارث علمه أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم (3).
ولما اشتد انتقاد أبي ذر لعثمان وسياسته، سيره إلى الشام (4). إلا أن أبا ذر استمر في نقد سياسة عثمان وتصرفاته، فكتب معاوية إلى عثمان إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر فاستقدمه إلى المدينة ثم سيره إلى الربذة (5 . ومنع الناس من تشييعه فلم يشيعه أحد غير علي والحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر (6).
ولكن الطبري يذكر عن ابن سيرين أن أبا ذر خرج إلى الزبدة من قبل نفسه لما رأى عثمان لا ينزع له وأخرج معاوية أهله من بعده (7).
أما عمار بن ياسر فقد تولى الصدقات أيام عثمان ثم حدث خلاف

(١) اليعقوبي: التاريخ ج ٢ ص ١٤٠.
(٢) البلاذري: أنساب الأشراف ج ٥ ص ٢٥ - ٥٩، اليعقوبي ج ٢ ص ١٥٠ . الطبري ج ٤ ص ٣٣٠، المسعودي: مروج الذهب ج ٢ ص ٣٤٧.
(٣) اليعقوبي: التاريخ ج ٢ ص ١٤٨.
(٤) البلاذري: أنساب الأشراف ج ٥ ص ٢٥٤، اليعقوبي ج ٢ ص ١٤٨.
(٥) البلاذري: أنساب الأشراف ج 5 ص 55، اليعقوبي ج 2 ص 148.
(6) ن. م ج 5 ص 54، اليعقوبي ج 2 ص 149، والتشيع: التوديع.
(7) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج 4 ص 284.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298