للذين وقفوا بجانبه لأنهم آثروا العزلة والسكوت كما آثرها علي بن أبي طالب.
ولما طعن عمر بن الخطاب صير الأمر شورى بين ستة نفر من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص (1).
ثم طلب عمر منهم إن اجتمع رأي ثلاثة وثلاثة كانوا مع الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف إذ كان الثقة في دينه ورأيه المأمون على الاختيار للمسلمين (2).
ولما سمع علي بن أبي طالب بهذا الشرط أيقن بضياع الأمر منه لأن سعدا لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن نظير عثمان وصهره فأحدهما لا يخالف الآخر، وأن عليا بن أبي طالب لا ينتفع بكون طلحة والزبير معه (3).
ثم طلب عبد الرحمن من علي إذا ولي الخلافة أن يسير بسيرة أبي بكر وعمر وأن لا يحمل بني عبد المطلب على رقاب الناس فامتنع علي وقال علي الاجتهاد. وبويع عثمان وخرج علي مغضبا فلم يتركوه حتى أخذوا بيعته (4).
وقد أيد علي نفس الجماعة التي أيدته وقت السقيفة ومالوا معه وتحاملوا في القول على عثمان.
فروى بعضهم أنه دخل مسجد رسول الله صلى عليه وآله وسلم بعد تولية عثمان فرأى رجلا يقول: واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله أعلم الناس وأفقههم.... والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي... فقلت من أنت ومن هذا