إليه وقلدنا إمامته إذ لا ولد لأبيه غيره (1).
فهنا نلاحظ التأكيد على علم الإمام لأن عصر الإمام محمد الجواد كان استمرارا لعصر أبيه الرضا قد حفل بمختلف التيارات الثقافية، كما يلاحظ إن فكرة الإمامة بدأت تتضح في بعض خطواتها الأساسية كصفات الإمام فهذه الصفات لم تظهر إلا في هذه الفترة.
ويقول النوبختي أن هناك جماعة من الشيعة قالت: الإمام يكون غير بالغ ولو قلت سنه لأنه حجة لله فقد يجوز أن يعلم وإن كان صبيا ويجوز عليه الأسباب التي ذكرت مثل الإلهام والنكت والرؤيا.. كل ذلك جائز عليه... واعتلوا في ذلك بيحيى بن زكريا وأن الله أتاه الحكم صبيا وبأسباب عيسى بن مريم.. وبعلم سليمان بن داود حكما من غير تعليم (2).
وقالت جماعة من الشيعة بمقالة الجماعة السابقة إلا أنهم قالوا إن محمد الجواد لم يتعلم من أبيه ولكن انه علم ذلك عند البلوغ من كتب أبيه وما ورثه من الأصول والفروع وبعض هذه الفرقة يجوز له القياس في الأحكام ويزعم أن القياس جائز للرسول والأنبياء والأئمة ، وكان يونس بن عبد الرحمن (3) يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يستخرج ويستنبط بوقوع ما أنزل عليه... فزعموا أن ذلك جائز للإمام أن يقيس على الأصول التي في يده لأنه معصوم من الخطأ والزلل والعمد فلا يجوز أن يخطئ في القياس (4).
ونلاحظ هنا ظهور فكرة عصمة الإمام وعدم جواز الخطأ عليه في هذه الفترة وقد صارت العصمة فيما بعد من المبادئ الأساسية للشيعة الإمامية.