نصوصهم على من بعدهم (1).
ويبدو من هذا أن فكرة الإمامة بدأت بالوضوح إلا أن الشيعة حاولت معرفة الإمام لشدة السلطة لا سيما وأن علي الهادي عاش أيام المتوكل وقد لاحظنا مما مر كيف عامل المتوكل الشيعة.
وقد ظهرت في أيام محمد بن علي (الهادي) النميرية وهذه الفرقة خرجت عن إمامة علي الهادي فيذكر النوبختي أنهم قالوا بنبوة رجل يقال له محمد بن نصير النميري وكان يدعي أنه نبي بعثه أبو الحسن العسكري وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم (2).
ويذكر النوبختي أيضا وكان يقوي أسباب هذا النميري محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات فلما توفي قيل له في علته وقد كان اعتقل لسانه: لمن هذا الأمر من بعدك؟ فقال: لأحمد فلم يدروا من هو فافترقوا ثلاث فرق، فرقة قالت أنه ابنه أحمد وفرقة قالت هو أحمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، وفرقة قالت أحمد بن أبي الحسين محمد بن محمد بن بشر بن زيد فتفرقوا فلا يرجعون إلى شئ (3).
فلما توفي علي بن محمد ظهرت فرقة من الشيعة قال بإمامة ابنه محمد وكان قد توفي في حياة أبيه بسر من رأى وزعموا أنه حي لم يمت واعتلوا في ذلك بأن أباه أشار إليه وأعلمهم أنه الإمام بعده والإمام لا يجوز عليه الكذب ولا يجوز البداء فيه، وإن كانت وفاته في حياة أبيه فإنه لم يمت في الحقيقة ولكن أباه خاف عليه فغيبه، وهو المهدي القائم وقالوا فيه بمثل مقالة أصحاب إسماعيل بن جعفر (4).
وظهرت فرقة ثانية قالت بإمامة جعفر بن علي وقالوا: أوصى إليه