نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٥٦
فأدخلني إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا بني إن الله عز وجل قال ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ (1) وإن الله عز وجل إذا قال قولا وفى به (2).
وروي أيضا عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار... عن داود الرقي قال قلت لأبي الحسن موسى: إني قد كبرت سني ودق عظمي وإني سألت أباك فأخبرني بك فأخبرني من بعدك فقال: هذا أبو الحسن الرضا (3).
فهذه كلها نصوص للتدليل على إمامة الرضا وقد أسهبت المصادر الإمامية في كلامها على إمامة الرضا نتيجة لما ساد تلك الفترة من الاختلافات وظهور الدعوات والفرق المتعددة حول الإمامة كما مر بنا (4).
فعلي بن موسى الرضا هو الإمام بعد أبيه لفضله على جماعة إخوته وأهل بيته وظهور علمه وورعه واجتماع الخاصة والعامة على ذلك فيه ومعرفتهم به منه ولنص أبيه على إمامته من بعده وإشارته إليه بذلك (5).
ويبدو أنه قد أصبح لعلم الإمام أهمية خاصة سيما وأن الرضا عاش أيام المأمون وقد بينا ما حفل به عصر المأمون من التيارات الفكرية المختلفة وتشجيع المأمون للحركة الثقافية.
ويحدثنا الصدوق عن كثرة المناظرات التي كانت تدور بين الرضا والمتكلمين من أهل الفرق المختلفة وأغلب هذه المناظرات كانت حول

(١) سورة البقرة ٢: ٣٠.
(٢) الكليني: الكافي ج ١ ص ٣١٢.
(٣) ن. م ج ١ ص ٣١٢.
(٤) انظر عن دلائل إمامة الرضا ما أورده الصدوق حيث ذكر ثمانية وعشرين نصا وقد أخذ عن الكليني مع اختلاف في الأسانيد والألفاظ، عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢١ - ٤٠ وقد أخذ المفيد أيضا عن الكليني في باب إمامة الرضا وأورد نفس الروايات الإرشاد ص ٣٠٤ وما بعدها، وكذا فعل الطوسي انظر الغيبة ص ٢٤ وما بعدها وانظر أيضا الطبرسي أعلام الورى ص 303 وما بعدها حيث أخذ عن الكليني أيضا أما الأربلي في كشف الغمة في معرفة الأئمة فقد أخذ عن المفيد كما أخذ عن الكليني ج 3 ص 63 - 66.
(5) المفيد: الإرشاد ص 304.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298