ونتيجة لهذه السياسة التي سار عليها المتوكل لم يخل عصره من خروج وثورات قام بها الطالبيون قوبلت بالشدة فحبس منهم من حبس وقتل من قتل وكان أكثر الخارجين من أبناء الحسن وأبناء الحسين الذين يرون رأي الزيدية في اشهار السيف بوجه السلطان الظالم (1).
وقد اختلف الحال أيام المنتصر فقد كان ميالا إلى أهل البيت، يخالف أباه في فعاله فلم يصب أحدا منهم بمكروه (2).
وكان أول عمل عمله المنتصر بعد توليه عزل صالح بن علي عن المدينة وولى علي بن الحسين بن إسماعيل بن العباس بن محمد وأوصاه أن يحسن معاملة آل أبي طالب حيث قال له: يا علي إني أوجهك إلى لحمي ودمي، ومد جلد ساعده وقال:
إلى هذا وجهتك، فانظر كيف تكون للقوم وكيف تعاملهم - يعني آل أبي طالب فقلت: أرجو أن أمتثل رأي أمير المؤمنين.. فقال: إذا تسعد بذلك عندي (3).
وقد تحسن حال الشيعة أيام المنتصر فقد أزال عنهم ما كانوا فيه من خوف وظلم كما أجاز لهم زيارة قبر الحسين ورد على آل الحسين فدك وفي ذلك يقول المهلبي:
ولقد بررت الطالبية بعدما * ذموا زمانا بعدها وزمانا ورددت ألفة هاشم فرأبتهم * بعد العداوة بينهم إخوانا (4 وهكذا سار أبناء الحسن في خط هو الثورة على السلطة واعتبروا العباسيين ظالمين فشهروا السيف بوجههم ولم تقتصر الثورة على أبناء الحسن فقط وإنما شاركهم فيها أبناء عمهم الحسين ممن كان يرى رأي الزيدية مثل محمد بن القاسم بن عمر صاحب الطالقان وقد مر ذكره.