نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٨٦
تخدعون أنفسكم ووالله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أصور أعناقا ولا أسرع إجابة إلى هذا الفتى (1).
ولم يطمئن السفاح لغياب محمد النفس الزكية وإنما كتب يستقدم عبد الله بن الحسن بن الحسن، فقدم عليه مع أخيه الحسين بن الحسن فأكرمهما ووصلهما إلا أنه أكثر من السؤال عن محمد النفس الزكية وقال لعبد الله: يا أبا محمد أترضى من ابنك يبيع بالمدينة ولا يشخص غلى معك فحلف له عبد الله أنه لا يعرف مستقره (2).
ولكن يبدو أن أبا العباس كان متخوفا من محمد وأخيه ولو أنه كان يبالغ في إكرامهم ووصلهم بالصلاة الكثيرة إلا أنه كان لا يفتأ بتذكيرهم بأمر محمد وعزمه على الدعوة إلى نفسه (3).
وبالرغم من أنه لم يخرج أحد من أبناء الحسن في أيام أبي العباس السفاح وأنه لم يؤذ أحدا منهم إلا أن الطرفين كانوا في ريبة وشك من بعضهما، ثم إن مدة خلافة السفاح كانت قصيرة والدولة العباسية في بداية أمرها. كما أن المبادئ التي قامت عليها الدعوة العباسية من الطلب بحق آل البيت والثأر لدمائهم ربما كانت مانعا من قيام أبي العباس بأي عمل ضد أبناء الحسن بالرغم من وصول الأخبار إليه بدعوة محمد إلى نفسه فذكر الأصفهاني عن عبد الله بن الحسن قال بينما أنا في سمر مع أبي العباس، وكان إذا تثاءب أو ألقى المروحة قمنا فألقاها ليلة فقمنا، فأمسكني فلم يبق غيري فأدخل يده تحت فراشه فأخرج إضبارة كتب فقال: اقرأ يا أبا فقرأت فإذا كتاب من محمد إلى هشام بن عمرو ابن البسطام التغلبي، يدعوه إلى نفسه، فلما قرأته قلت: يا أمير المؤمنين لك عهد الله وميثاقه ألا ترى منهما شيئا تكرهه ما كانا في الدنيا (4).

(١) الأصفهاني: مقاتل الطالبيين ص ٢٠٦ وانظر أيضا ابن طباطبا: الفخري ص ١٦٤، ابن خلدون: العبر ج ٣ ص ٣٩٨.
(٢) البلاذري: أنساب الأشراف ج ٣ الورقة ٩ ب.
(٣) اليعقوبي: التاريخ ج ٣ ص ٩٦.
(٤) الأصفهاني: مقاتل الطالبيين ص ١٧٧.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298