أهل البغي وإقامة الحق (1).
فهذه أهم مبادئ الزيدية، وقد أصبحت خطا واضحا في فترة تولي العباسيين الحكم إلا أن هذه المبادئ قد تبناها أبناء الحسن، لأن الزيدية لم تقصر الإمامة على أبناء الحسين وإنما جعلتها شورى بين أبناء الحسن والحسين أو لكل من أولاد فاطمة من خرج منهم بالسيف، فسار أبناء الحسن على هذا المبدأ ورفعوا لواء الثورة بوجه العباسيين.
أما من هم أبناء الحسن فأشهرهم زيد بن الحسن، والحسن بن الحسن (2).
وزيد بن الحسن تولى صدقات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فلما ولي سليمان بن عبد الملك عزله عنها، وأعاده إليها عمر بن عبد العزيز لأنه شريف بني هاشم وذو سنهم (3).
ويقول المفيد: وخرج زيد بن الحسن من الدنيا ولم يدع الإمامة ولا ادعاها له مدع من الشيعة (4).
ويبدو أن زيد بن الحسن كان يرى التقية لأعدائه لذلك تقلد الأعمال من قبل الأمويين. فيذكر المفيد والزيدي يراعي في الإمامة بعد علي والحسن والحسين الدعوة والجهاد وزيد بن الحسن كان مسالما لبني أمية ومتقلدا من قلبهم الأعمال وكان رأيه التقية لأعدائه والتآلف لهم والمداراة وهذا يضاد عند الزيدية علامات الإمامة (5).
أما الحسن بن الحسن فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في وقته وقد خرج مع عمه الحسين يوم الطف وتزوج ابنته فاطمة (6).