الصادق لأن أبا سلمة كان من الهاشمية ومن الأوائل الذين ارتبطوا بمحمد ابن علي (1).
ولهذا يقول ابن الطقطقي عن أبي سلمة: وزير آل محمد وفي النفس أشياء (2 كما أن المحاولة لم تجد صدى عند الخراسانيين فقد قالوا لأبي سلمة: يا أبا سلمة ما لك تدعونا وما أنت لنا بإمام (3).
وكان على رأس المعارضين لهذه الدعوة أحد القواد وهو أبو الجهم فقد ألح على أبي سلمة بإضهار أبي العباس وقد اكتشف محاولته فجاء الخراسانيون إلى أبي العباس ومعهم أصحابهم في السلاح فبايعوه وبايع الخلال (4).
وقد بويع أبو العباس السفاح بالخلافة سنة 132 ه وخطب بالكوفة فقال:
الحمد الله الذي اصطفى الإسلام دينا لنفسه فكرمه وشرفه... واختاره لنا وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه... وخصنا بعم رسول الله... وأنشأنا من شجرته واشتقنا من نبعته فوضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع وذكرنا في كتابه المنزل فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت...) ثم جعلنا ورثته وعصبته (5).
ويذكر الطبري نص الخطبة كما أوردها البلاذري ويضيف عليه فوضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع... ثم يذكر قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس...) وقال: (لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وقوله: ( وانذر عشيرتك الأقربين) (6).
وقد مر بنا ذكر هذه الآيات واحتجاج الشيعة بها وأنها من دلائل إمامة علي بن أبي طالب وأولاده.