ويقول المفيد: ومضى الحسن بن الحسن ولم يدع الإمامة ولا ادعاها له مدع (1). وكان أبرز أبناء الحسن في فترة تولي العباسيين والحكم الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا محمد وكان أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي، وعمل له أيضا على غير المدينة وكان مظاهرا لبني العباس على بني عمه الحسن المثنى وهو أول من لبس السواد من العلويين أدرك الرشيد وتوفي سنة 168 ه (2).
وعبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وإنما سمي المحض لأ أباه الحسن بن الحسن وأمه فاطمة بنت الحسين، وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان شيخ بني هاشم في زمانه. وقيل: بم صرتم أفضل الناس؟
فقال: لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد.
وكان قوي النفس شجاعا (3).
وأعقب عبد الله المحض محمدا ذي النفس الزكية وإبراهيم وموسى الجون (4).
ويبدو أن عبد الله بن الحسن كان ذا منزلة أثارت خوف الأمويين حتى أن مروان في أيام الدعوة العباسية حينما علم بوجود دعوة إلى الرضا من آل محمد لم يشك في أحد سوى عبد الله بن الحسن بن الحسن لأنه على زعم مروان شيخ هذا البيت ( بيت بني هاشم) وذو سنهم وأحر به أن يكون صاحب هذا الشأن (5).
وبالرغم من هذه المنزلة التي كان يتمتع بها عبد الله المحض إلا أنه لم نجد ما يشير إلى أنه دعا إلى نفسه في وقت من الأوقات وإنما كان يرشح ابنيه محمدا وإبراهيم للخلافة ويسمى محمدا ابنه النفس الزكية والمهدي قبل أن يتولى السفاح الخلافة (6).