لأن الحكم لم يصبح بيد العباسيين بعد (1).
وهكذا كان أول عمل قام به أبو سلمة الخلال بعد دخوله الكوفة ان أظهر الإمامة الهاشمية ولم يسم الخليفة (2).
وقد يكون أبو سلمة مدفوعا بميوله العلوية لذلك عزم على هذا الأمر فالكوفة علوية والخلال يميل لبني علي ثم أن المجال كان مفسوحا أمامه ليحقق ما يميل إليه وخاصة أن المدعو له لم يكن معروفا من الجمهور (3).
وقد أرسل أبو سلمة الخلال ثلاث رسائل إلى كل من جعفر بن محمد الصادق وعبد الله بن الحسن بن الحسن وعمر بن الأشرف بن زيد العابدين، فأحرق الصادق الكتاب ورفض عمر بن الأشرف وأجاب عبد الله بالرغم من تحذير الصادق له (4).
وقد رشح عبد الله بن الحسن ابنه محمد لهذا وقال لرسول أبي سلمة: أنا شيخ كبير وابني محمد أولى بهذا الأمر مني وأرسل إلى جماعة من بني أبيه وقال: بيعوا لابني محمد (5).
وقد منع الصادق عبد الله بن الحسن من قبول هذه الدعوة وقال له: يا أبا محمد ومتى كان أهل خراسان شيعة لك أأنت بعثت أبا مسلم إلى خراسان: أأنت أمرته بلبس السواد، وهؤلاء الذين قدموا إلى العراق أكنت سبب قدومهم أو وجهت فيهم وهل تعرف منهم أحدا (6).
وقد كانت نتيجة هذه المحاولة الفشل لأنها لم تجد صدى من قبل العلويين ما عدا عبد الله بن الحسن، فلم تخف هذه المحاولة على