بالاعتراف رفع بيد أمير المؤمنين علي وقال عاطفا على ما تقدم من كنت مولاه فهذا مولاه ويفسر كلمة مولى والمراد بها إنه أولى بتدبير المؤمنين والأمر والنهي فيهم من كل أحد منهم وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالخلق من أنفسهم من حيث كان مفترض الطاعة عليهم وأحق بتدبيرهم وأمرهم ونهيهم بلا خلاف وجب أن يكون ما أوجبه لأمير المؤمنين فيكون أولى بالمؤمنين من حيث أن طاعته مفترضة عليهم وأمره ونهيه مما يجب نفوذه فيهم وفرض الطاعة يتحقق بالتدبير من هذا الوجه لا يكون إلا النبي أو الإمام فإذا لم يكن نبيا وجب أن يكون إماما (1).
أما ابن شهر أشوب ففي ذكره لحديث الغدير يعطي عددا كبيرا من الروايات والكتب التي ذكرته مثل كتاب الولاية لمحمد بن جرير الطبري وكتاب الغدير لعلي بن هلال المهلبي وكتاب محمود الشجري وكتاب منصور اللاتي الرازي وكتاب أحمد بن محمد بن سعد وكتاب الولاية لا بن عقده (2).
ويرى ابن شهرآشوب أن العلماء مطبقون على قبول حديث الغدير وإنما وقع الخلاف في تأويله (3).
ويورد رواية عن جعفر بن محمد الصادق قال: نعطي حقوق الناس بشهادة شاهدين وما أعطي أمير المؤمنين حقه بشهادة عشرة آلاف نفس يعني الغدير. ثم يفسر من كنت مولاه فيقول لفظة مولى تفيد الأولى بالتدبير والتصرف وفرض الطاعة (4).
ويذكر أن عليا احتج بهذا الحديث يوم الدار حيث عدد فضائله وقال: أفيكم من قال له رسول الله من كنت مولاه... فاعترفوا بذلك وهم جمهور من الصحابة، وينقل خطبة للصاحب بن عباد (ت 385 ه) في علي بن أبي طالب: الجليل الذي كفله صغيرا ورباه، وبالعلم وبالحكمة