نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١١٢
ويذكر هذا الحديث أيضا ضمن الخصال التي احتج بها علي يوم الشورى في بيان حقه بالخلافة (1).
ويفسر ابن رستم الطبري هذا الحديث وكل الوجوه التي تحتمله ويذكر أن النبي جعل منزلة علي منه منزلة هارون من موسى واستثنى النبوة، وأوجب كل ما كان لهارون من موسى، وأنه بهذا دل على خلافته لأن هارون خليفة موسى لو بقي بعده كما أن هارون كان أحب الناس لموسى فكذلك علي أحب الناس إلى النبي، وكانت إخوة هارون لموسى أخوة النسب أما أخوة علي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهي اخوة الدين والمشاكلة والمشابهة، ويقول: فليت شعري ما الحجة فيه بعد هذه الأشياء اللهم إلا أن يجعلوا كلام الرسول لغوا فلا نعلم أمرا بقي إلا أن يخلفه في أمته بعده (3).
ويورد ابن رستم رواية عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى قال ابن المسيب: فأحببت أن أشافه سعدا بذلك فأتيته فذكرت ما قال عامر عنه قال: نعم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت: أنت سمعته فأدخل أصبعيه في أذنيه وقال: سمعته بهاتين وإلا فصمتا (3).
ويرى الشيخ المفيد أن حديث المنزلة نص لا خفاء به على إمامة علي: لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حكم له بالفضل على الجماعة والنصرة والوزارة والخلافة في حياته وبعد وفاته والإمامة له بدلالة أن هذه المنازل كلها كانت لهارون من موسى في حياته وإيجاب جميعها لأمير المؤمنين إلا ما أخرجه الاستثناء منها ظاهرا وأوجبه بلفظة بعد له من بعد وفاته بتقدير ما كان يجب لهارون من موسى لو بقي بعد أخيه فلم يستثنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبقي لأمير المؤمنين بعموم ما حكم له من المنازل (4).

(١) الصدوق: معاني الأخبار ص ٧٤.
(٢) الصدوق الخصال ج ٢ ص ١٢١.
(٣) ابن رستم الطبري: المسترشد في إمامة علي ص ١٠٩ - ١١٠.
(٤) ابن رستم الطبري: ص ١١٢ - ١١٥.
(٥) المفيد: الإفصاح في إمامة علي ص 6 وانظر المفيد: النكت الاعتقادية ص 51.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298