نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١٠٨
المباهلة لبيان فضل علي واتصاله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم واستحقاقه الإمامة لكونه في المباهلة أصبح كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فيروي اليعقوبي قصة المباهلة وقدوم وفد نجران على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع رئيسهم أبو حارثة فدارسوه وساءلوه ونزل فيهم ﴿فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين﴾ (1). فلما أصبحوا قدم رسول الله ومعه فاطمة وعلي والحسن والحسين فسأل أبو حارثه عنهم فقيل له هذا ابن عمه وهذه ابنته وهذان ابناها فرفضوا المباهلة (2).
وقد فسر فرات الآية (قل تعالوا ندع...) قال: عن أبي جعفر في قول الله تعالى : أبناءنا وأبناءكم يعني الحسن والحسين وأنفسنا وأنفسكم يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليا ونساءنا يعني فاطمة الزهراء (3).
وممن روى قصة المباهلة أبو حنيفة النعمان المغربي وعدها من الأدلة الدالة على إمامة علي بن أبي طالب فيذكر، أن قوما سألوا عليا عن أفضل مناقبه فقال: أفضل مناقبي ما لم يكن لي فيه صنع ثم ذكر لهم خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمباهلة معه وزوجته وابنيه (4).
ويبين ابن رستم الطبري أهمية المباهلة في دلالتها على إمامة علي ويقول: والدليل على أن عليا عليه السلام هو المخصوص بالإمامة والخلافة والوصية وأنه كان أرضا لها وسماءا إذ كان نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أن القوم ساروا إلى رسول الله ليحاجوه في المسيح أنزل الله (قل تعالوا...) دعا أهل بيته وكان علي نفس رسول الله وكان هاشمي الوالدين أشبه الناس برسول الله (5).

(١) سورة آل عمران ٣: ٦١.
(٢) اليعقوبي: التاريخ ج ٢ ص ٦٦ وقد ذكر ذلك أيضا ابن الأثير: الكامل ج ٢ ص ٢٠٠ ابن كثير: البداية والنهاية ج ٥ ص ٥٤.
(٣) فرات: تفسير فرات ص ١٤ وانظر علي بن إبراهيم القمي: التفسير ص ١١٤.
(٤) أبو حنيفة النعمان المغربي: دعائم الإسلام ج ١ ص ١٧.
(٥) ابن رستم الطبري: المسترشد ص ١٧٣.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298