المباهلة لبيان فضل علي واتصاله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم واستحقاقه الإمامة لكونه في المباهلة أصبح كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فيروي اليعقوبي قصة المباهلة وقدوم وفد نجران على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع رئيسهم أبو حارثة فدارسوه وساءلوه ونزل فيهم ﴿فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين﴾ (1). فلما أصبحوا قدم رسول الله ومعه فاطمة وعلي والحسن والحسين فسأل أبو حارثه عنهم فقيل له هذا ابن عمه وهذه ابنته وهذان ابناها فرفضوا المباهلة (2).
وقد فسر فرات الآية (قل تعالوا ندع...) قال: عن أبي جعفر في قول الله تعالى : أبناءنا وأبناءكم يعني الحسن والحسين وأنفسنا وأنفسكم يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليا ونساءنا يعني فاطمة الزهراء (3).
وممن روى قصة المباهلة أبو حنيفة النعمان المغربي وعدها من الأدلة الدالة على إمامة علي بن أبي طالب فيذكر، أن قوما سألوا عليا عن أفضل مناقبه فقال: أفضل مناقبي ما لم يكن لي فيه صنع ثم ذكر لهم خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمباهلة معه وزوجته وابنيه (4).
ويبين ابن رستم الطبري أهمية المباهلة في دلالتها على إمامة علي ويقول: والدليل على أن عليا عليه السلام هو المخصوص بالإمامة والخلافة والوصية وأنه كان أرضا لها وسماءا إذ كان نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أن القوم ساروا إلى رسول الله ليحاجوه في المسيح أنزل الله (قل تعالوا...) دعا أهل بيته وكان علي نفس رسول الله وكان هاشمي الوالدين أشبه الناس برسول الله (5).