وقد ذكر الشريف الرضي خبر المباهلة وفسر الآية كما فسرها فرات، وأكد أن دعاء الأنفس مقصورا إلى أمير المؤمنين علي إذ لا أحد في الجماعة يجوز أن يكون ذلك متوجها إليه غيره لأن دعاء الإنسان نفسه لا يصح، كما لا يصح أن يأمر نفسه (1).
ويقول المفيد في المباهلة إن الله تعالى حكم لأمير المؤمنين بأنه نفس رسول الله كاشفا بذلك بلوغه نهاية الفضل ومساواته للنبي في الكمال والعصمة من الآثام وأن الله تعالى جعله وزوجته وولديه مع تقارب سنهما حجة لنبيه وبرهانا على دينه ونص على الحكم بأن الحسن والحسين أبناؤه وأن فاطمة نساؤه المتوجه إليه الذكر والخطاب في الدعاء إلى المباهلة والاحتجاج وهذا فضل لم يشركهم فيه أحد من الأمة ولا قاربهم فيه ولا ماثلهم في معناه (2).
ويؤكد الشريف المرتضى أهمية المباهلة في الدلالة على إمامة علي وينفي كلام من يحاول دفع علي عن المباهلة أو دخوله المباهلة لا لسبب إلا للنسب، فيقول: لا شبهة في دلالة آية المباهلة على فضل من دعي إليها وجعل حضوره حجة على المخالفين واقتضائها تقدمه على غيره لأن النبي لا يجوز أن يدعوا إلى ذلك المقام ليكون حجة في إلا من هو في غاية الفضل وعلو المنزلة، وقد تظاهرات الرواية بحديث المباهلة... ونحن نعلم أن قوله أنفسنا وأنفسكم لا يجوز أن يعني بالمدعو فيه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه هو الداعي ولا يجوز ان يدعو الإنسان نفسه وإنما يصح أن يدعو غيره كما لا يجوز أن يأمر نفسه وينهاها... (3).
وأبان ابن طاووس أهمية المباهلة فقال مخاطبا ابنه وكفى سلفك الطاهرين حجة على المخالفين وحجة للموافقين التابعين عليهم يوم