نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ١١١
على المصادر الشيعية فقط، فقد ذكر البلاذري قال: خرج رسول الله إلى تبوك وخلف عليا فقال: يا رسول الله خرجت وخلفتني فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (1).
وتؤكد الشيعة هذا الحديث وترى أن به دل النبي على إمامة علي وتثبت هذا بقول علي في بيان معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنت مني بمنزلة هارون من موسى...، قال: أفلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة، ولو كان مع النبوة غيرها لاستثناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2).
ويرى سعد القمي أيضا أن هذا الحديث دليل على إمامة علي قال: إن النبي أعلمهم أن منزلة منه منزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده وإذ جعله نظير نفسه في حياته وأنه أولى بهم بعده كما كان هو أولى بهم منهم بأنفسهم إذ جعله في المباهلة كنفسه (3).
ويذكر أبو حنيفة النعمان المغربي حديث المنزلة ويبين دلالته على الإمامة قال:
ولا يقتضي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون بن موسى إلا أنه خليفته في أمته كما قال موسى لهارون أخلفني في قومي (4).
ويؤكد الصدوق دلالة هذا الحديث على الإمامة ويقول: سأل جابر بن عبد الله الأنصاري عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى... قال: استخلفه بذلك والله على أمته في حياته وبعد وفاته وفرض عليهم طاعته فمن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين.

(١) البلاذري: أنساب الأشراف ج ٢ الورقة ٦٦ آ، وانظر الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج ٣ ص ١٠٣ المسعودي: مروج الذهب ج ٢ ص ٤٣٧، المقدسي: البدء والتاريخ ج ٤ ص ٢٣٩، ابن عساكر التاريخ ج ١ ص ١٠٧.
(٢) سليم بن قيس: السقيفة ص ١٠٤.
(٣) سعد القمي (ت ٣٠١ ه‍): المقالات والفرق ص ١٦، ويذكر ابن عبد ربه إنه بهذا الحديث سمت الشيعة علي بن أبي طالب الوصي وتأولوا فيه إنه استخلفه على أمته إذ جعله منه بمنزلة هارون من موسى لأن هارون كان خليفة موسى في قومه إذا غاب العقد الفريد ج ٤ ص ٣١١.
(٤) النعمان المغربي: دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٠.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298