كان تحت الشجرة من الشوك فقم وكان ذلك اليوم الخميس ثم دعا الناس إليه وأخذ بضبع علي بن أبي طالب فرفعها حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، قال أبو سعيد: فلم ينزل حتى نزلت هذه الآية ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا﴾ (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الله أكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وبولاية علي بعدي (2).
ولبيان أهمية الغدير يذكر سليم أن عليا احتج به لبيان حقه بالخلافة، قال في عتابه لطلحة مفسرا قول رسول الله من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فكيف أكون أولى بهم من أنفسهم وهم امراء علي وحكام (3).
وممن روى حديث الغدير من المؤرخين البلاذري وذكر فيه عدة روايات بأسانيد مختلفة فروى عن أبي هريرة وعن زيد بن أرقم والبراء بن عازب (4).
فعن زيد بن أرقم قال كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع فلما كنا بغدير خم أمر بدوحات فقمن ثم قام فقال كأني قد دعيت فأجبت ان الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن واني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم أخذ بيد علي فقال:
من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قلت لزيد: أنت سمعت هذا من رسول الله قال: ما كان أحد في الدوحات إلا وقد رأى بعينه وسمع ذلك بأذنه.