النظرية القائلة بأن التشيع كان حدثا طارئا على الإسلام كبقية الفرق التي تطورت في أصولها ومبادئها مع الزمن حتى انتهت لمرحلتها الأخيرة، ولم يكن أصيلا في الإسلام ومن صنع صاحب الرسالة.
أما حديث العصمة والرجعة والبداء وغير ذلك مما استقر عليه التشيع أخيرا على حد تعبيرهم فعدم اشتهار كلمة العصمة في عصرهم التي تعني الاعتصام بحبل الله كما فسرها حفيد الإمام علي زين العابدين (عليهما السلام) لا يعني أن الشيعة الأوائل لم يكونوا يعتقدون بمحتواها لا سيما وهم ممن روى حديث (المباهلة) وروى أن الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) نزلت في النبي وعلي وفاطمة وولديها (صلوات الله عليهم أجمعين).
وروى بالإضافة إلى ذلك أن الرسول (ص) قال أكثر من مرة:
يؤكد التزام علي (ع) بكل ما جاء به الإسلام قولا وعملا، وليست العصمة شيئا آخر وراء ذلك.
أما الرجعة والبداء بالمعنى الذي يفهمه الكتاب منهما فليسا من أصول التشيع ولا من شروطه لا في المراحل الأولى منه ولا في المراحل الأخيرة، والتشيع لعلي والأئمة من بنيه في جميع مراحله لا يعني شيئا آخر وراء ما جاء به الإسلام من أصول وفروع.
هذه الأقوال والآراء التي تداولها الكتاب في تعليل نشأة التشيع، وفي مقابلها يرى الشيعة منذ أقدم عصورهم أن التشيع بمحتواه الشيعي وبما لهذه الكلمة من دلالة عند الشيعة أصيل أصالة الإسلام وجزء من محتواه، وهو ليس كغيره من الطوائف