ويخرج الطوسي السليمانية من الزيدية من فرق الشيعة لأنهم لا يقولون بالنص، وإنما يقولون: إن الإمامة شورى، وأنها تصلح بعقد رجلين من خيار المسلمين، وأنها تصلح في المفضول.. (5) ولما كان قول الصالحية والبترية من الزيدية في الإمامة كقول السليمانية (6) ينطبق عليهم، على رأي الطوسي، ما ينطبق على السليمانية.
ونختتم التعاريف التي أوردناها للشيعة، بتعريف ابن حزم الذي نعده من أكثر التعاريف شمولا وأقربها للتدقيق.
يقول ابن حزم: ومن وافق الشيعة في أن عليا (رض) أفضل الناس بعد رسول الله (ص) وأحقهم بالإمامة وولده من بعده فهو شيعي، وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعيا (1).
ومما حدانا إلى تفضيل تعريف ابن حزم هو أن الاعتراف بأفضلية الإمام علي (ع) على الناس بعد رسول الله (ص)، وأنه الإمام والخليفة بعده، وأن الإمامة في ذريته من فاطمة (ع) هو أساس التشيع وجوهره.
ففرق الزيدية التي تساهلت بقضية أفضلية الإمام علي (ع) علي سائر الصحابة، وجماعات الغلاة التي خرجت عن حد الإمامة إلى الربوبية يصعب حشرها في إطار التشيع العام.
ونرى الدكتور الشيبي يناقش بعض العبارات الاصطلاحية التي أدخلها الإسلام مثل الأنصار، والمهاجرين، والتابعين، والشيعة، فيقول:
فالأنصار تنصرف إلى من ناصروا النبي (ص) من أهل المدينة كما تنصرف العبارات الأخرى إلى دلالاتها المعروفة.