المبحث الثاني البداء وعلم الله تعالى إعلم بأن إنكار اليهود للنسخ إنما هو لاعتقادهم بأنه خلاف الحكمة ولا يصدر إلا عن جهل بالمصالح والمفاسد، وهذا هو ما صرح به الغزالي، والرازي وغيرهما من رؤوس الأشاعرة (1).
ولما كان البداء - بمعناه السلبي - يلتقي مع فهم اليهود للنسخ، فعدوه أيضا دالا على خلاف الحكمة كالنسخ أيضا.
بل تذرعوا في إنكار النسخ بكونه بداء، والبداء إنما يتصور بحق من يجهل عواقب الأمور، والله تعالى منزه عنه. وهذا القدر مصرح به في كتب الأشاعرة وغيرهم (2).