ثانيا: تواتر النص عند الشيعة:
تواتر النقل عند الشيعة الإمامية خلفا عن سلف بخصوص النص من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأئمة، ابتداء من الإمام علي عليه السلام وانتهاء بالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه). زيادة على تواتر النقل عندهم في نص أمير المؤمنين عليه السلام على من بعده، وهكذا نص كل إمام سابق على من يليه وصولا إلى مهدي هذه الأمة عليه السلام. ومن راجع كتب الحديث الشيعية علم بصحة هذا ولا حاجة إلى التطويل في إبراز ذلك.. (1) إلا أنه من المهم الإشارة إلى بعض الرشحات التي أفرزتها كتب العامة وهي صريحة في التنصيص على إمامة أهل البيت عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع ذكرهم بالاسم، وقد نقل بعضها القندوزي الحنفي في ينابيع المودة (2) أخرجها عن سلمان الفارسي، وابن عباس، وجابر بن عبد الله الأنصاري وغيرهم.
ولا يخفى بأن العادة جرت بأن كل من اعتقد مذهبا طريق صحته النقل، فإن دواعيه تتوفر على نقله، وتتوفر دواعي مخالفه على طيه وكتمانه، والطعن عليه، والإنكار له. وقد رأينا اتفاق من خالفنا في ذلك معنا في رواية ما يدل على إمامة أئمتنا كما تقدم في الطريق الأول، وهذا يعني أن الله عز وجل قد أعمى أبصارهم، وسخرهم بنقل هذا! ولو فطنوا إليه لأعرضوا عن روايته، وفي هذا كفاية لكل متدبر منصف يؤمن بيوم الحساب.