المطلب الأول الإعداد الفكري والتربوي للإمام علي عليه السلام وتثبيت أحقيته بالخلافة نستطيع القول بكل تأكيد: إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، قد قام بعملية الإعداد الرسالي " التربوي والفكري " للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والنص عليه منذ صدع بالوحي، وكان صلوات الله عليه يضع الخطوات العملية من أجل بلوغ الغاية المتوخاة من ذلك، وهي تولي الإمام علي عليه السلام للمهمة القيادية " الاجتماعية والسياسية " بعده مباشرة. ويظهر لنا من سير الأحداث، وما تناقلته كتب السيرة والتواريخ، وما نقله الرواة الثقاة، أن ذلك تم بمرحلتين، وهما:
المرحلة الأولى: ابتدأ تاريخ هذه المرحلة - باتفاق كتب السيرة والتاريخ - قبل بزوغ شمس الإسلام ثم اتصلت بفجره المبارك إلى أن اتصلت بالمرحلة الثانية والتحمت معها.
فقد تعهد الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم نفسه بكفالة الإمام علي عليه السلام منذ صغره، وتولي تربيته ورعايته، والحرص البالغ على أن لا يفارقه إلا لضرورة.
وهذا من أوضح ما تزخر به سيرته الشريفة (1) ويكفي أن نورد ما بينه