المبحث الثالث الإشكالات المثارة حول قضية النص قد تجد من يزعم أن الاعتقاد بمخالفة الصحابة للنص كفر (1)! وكأنه لم يقرأ تاريخ الصحابة قط، ولم يسمع بمخالفة رؤوسهم للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم صراحة وفي أكثر من موقف، وهذا من العجب، لأن النص على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والتأكيد على خلافته من لدن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي مناسبات شتى كحديث الغدير وعشرات غيره لم تثبت من طرق شيعته فحسب، بل عرفته صحاح العامة ومسانيدهم ومستدركاتهم وزوائدهم وغيرها من كتبهم المشهورة حتى بلغ النص من طرقهم فقط حد التواتر، إلا أن أكثرهم حاول تأويل تلك النصوص الجلية والتشويش عليها والمشاغبة وإثارة الإشكالات حولها، فاعتقد الخلف بصحة ما ذهب إليه السلف ولم يكلفوا أنفسهم بمعرفة الحق الصريح عن طريق النقد والتمحيص ليتبين لهم أن تلك الآراء الموروثة لا تقوى على قلب الحقيقة فضلا عن مواجهتها.
ولهذا سنورد أهم إشكالاتهم ثم نناقشهم عليها ونبين تهافتهم فيها وكما يأتي: