مرقد الإمام الحسين (ع) - السيد تحسين آل شبيب - الصفحة ٤٤
وكظمت غيظي مخافة من أن يسمع أعداؤهم بالمدينة فيتسروا بالشماتة فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتى جاءنا الناعي ينعاه فحقق ما رأيت (1).
- عن الباقر (عليه السلام) قال: لما أراد الحسين (عليه السلام) الخروج إلى العراق بعثت إليه أم سلمة رضي الله عنها وهي التي كانت ربته وكان أحب الناس إليها وكانت أرق الناس عليه وكانت تربة الحسين عندها في قارورة دفعها إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقالت: يا بني أتريد أن تخرج فقال لها: يا أماه أريد أن أخرج إلى العراق. فقالت:
إني أذكرك الله تعالى أن تخرج إلى العراق. قال: ولم ذلك يا أماه. قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يقتل ابني الحسين بالعراق وعندي يا بني تربتك في قارورة مختومة دفعها إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا أماه والله إني لمقتول وإني لا أفر من القدر والمقدور والقضاء المحتوم والأمر الواجب من الله تعالى. فقالت: واعجباه فأين تذهب وأنت مقتول فقال: يا أماه إن لم أذهب اليوم ذهبت غدا وإن لم أذهب غدا لذهبت بعد غد وما من الموت - والله يا أماه - بد، وإني لأعرف اليوم والموضع الذي أقتل فيه والساعة التي أقتل فيها والحفرة التي أدفن فيها كما أعرفك وأنظر إليها كما أنظر إليك. قالت: قد رأيتها! قال: إن أحببت أن أريك مضجعي ومكاني، فأراها مضجعه ومكانه ومكان أصحابه، وأعطاها من تلك التربة، فخلطتها مع التربة التي كانت عندها، ثم خرج الحسين (عليه السلام) وقد قال لها: إني مقتول يوم عاشوراء. فلما كانت تلك الليلة التي صبيحتها قتل الحسين بن علي (عليه السلام) فيها أتاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام أشعث باكيا مغبرا فقالت: يا رسول الله ما لي أراك باكيا مغبرا أشعث!
فقال: دفنت ابني الحسين عليه السلام وأصحابه الساعة. فانتبهت أم سلمة رضي الله عنها فصرخت بأعلى صوتها فقالت: وا إبناه. فاجتمع أهل المدينة وقالوا لها:

(١) أنظر: العوالم ٦: ١٣١، وبحار الأنوار ١٠: ٢٣٩.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 7
2 الفصل الأول كربلاء في التاريخ واللغة 1 - كربلاء 11
3 2 - الطف 18
4 3 - الحاير 20
5 4 - الغاضرية 24
6 5 - نينوى 24
7 6 - شفيه 25
8 7 - العقر 25
9 8 - النواويس 26
10 9 - عين التمر 26
11 الفصل الثاني اخبار رسول الله (ص) بمقتل الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدمة 29
12 اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الحسين يقتله يزيد 50
13 عبور الأنبياء ومرورهم بأرض كربلاء 53
14 إخبار الامام علي (عليه السلام) بقتل الحسين بأرض كربلاء 56
15 العامة تعلم بمقتله (عليه السلام) في كربلاء 63
16 الحسين (عليه السلام) ينعى نفسه 65
17 خاتمة البحث 69
18 الفصل الثالث فضل كربلاء والحائر الحسيني فضل كربلاء 75
19 فضل الحائر الحسيني 78
20 فضل تربة قبر الحسين (عليه السلام) 83
21 حرمة الطين إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) 86
22 تربة الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء 88
23 خلاصة البحث 100
24 الفصل الرابع تاريخ زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وفضلها أول من زار القبر الشريف 103
25 فضل زيارة الحسين (عليه السلام) 105
26 الامام الصادق (عليه السلام) وزوار القبر الشريف 110
27 الفصل الخامس الأدوار التي مرت على القبر الشريف البداية الأولى 119
28 الحائر الحسيني في عهد المنصور 122
29 الحائر الحسيني في عهد الرشيد 123
30 عمارة المأمون 128
31 الحائر الحسيني في عهد المتوكل 129
32 عمارة المنتصر بالله سنة 247 ه‍ 141
33 سقوط سقيفة الحائر سنة 273 ه‍ 142
34 عمارة محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير 145
35 عمارة القبر في العهد البويهي 146
36 عمارة بن سهلان الرامهرمزي 151
37 عمارة الحائر على يد الناصر لدين الله سنة 620 ه‍ 155
38 الحائر في العهد المغولي 156
39 عمارة الحائر على يد أويس الجلائري سنة 767 ه‍ 157
40 الحائر المقدس في العهد الصفوي 159
41 الوهابيون والحائر الحسيني 162
42 منارة العبد 168
43 الفصل السادس رأس الحسين (عليه السلام) 171
44 وقفة مع ابن تيمية في كتابه رأس الحسين (عليه السلام) 180
45 المصادر والمراجع 185