- أخرج الحافظ ابن عساكر في رواية مسندا عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه قال: قالت أم سلمة (رضي الله عنه): كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نائما في بيتي، فجاء الحسين (رضي الله عنه) يدرج فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه، ثم غفلت في شئ فدب فدخل فقعد على بطنه، قالت: فسمعت نحيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجئت فقلت: يا رسول الله، والله ما علمت به! فقال: إنما جاءني جبرئيل (عليه السلام) - وهو على بطني قاعد - فقال لي: أتحبه؟ فقلت: نعم، قال: إن أمتك ستقتله، ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال: فقلت: بلى، قال: فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة قالت: وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري من يقتلك بعدي (1)؟
- روي بإسناد آخر عن أم سلمة أنها قالت: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عندنا ذات ليلة فغاب عنا طويلا، ثم جاءنا وهو أشعث أغبر ويده مضمومة، فقلت له: يا رسول الله ما لي أراك شعثا مغبرا؟ فقال: أسري بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق يقال له (كربلاء)، فأريت فيه مصرع الحسين (عليه السلام) ابني وجماعة من ولدي وأهل بيتي، فلم أزل القط دماءهم فهاهو في يدي وبسطها إلي فقال: خذيه فاحتفظي به فأخذته فإذا هو شبه تراب أحمر، فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت به.
فلما خرج الحسين (عليه السلام) من مكة متوجها نحو العراق، كنت أخرج تلك القارورة في كل يوم وليلة أشمها وأنظر إليها ثم أبكي لمصابه، فلما كان اليوم العاشر من المحرم وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام)، أخرجتها في أول النهار وهي بحالها، ثم عدت إليها آخر النهار فإذا هي دم عبيط، فصحت في بيتي وبكيت