تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فقد أتاك بنو أبيه بمثلها * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شايعوا * في قتله فتتبعوه رميما فلما قدمت بغداد سمعت الهائعة، فقلت: ما الخبر؟
قالوا: وقع الطير بقتل جعفر المتوكل، فعجبت من ذلك وقلت: إلهي ليلة بليلة " (1).
ويؤيد شهادة عبد الله بن دانية الطوري، رواية محمد بن جعفر بن محمد بن الرج الرخجي، قال: حدثني أبي، عن عمه عمر بن فرج، قال: أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين (عليه السلام) فصرت إلى الناحية فأمررنا بالبقر بمن فيها على القبور، فمرت عليها كلها، فلما بلغت قبر الحسين (عليه السلام) لم تمر عليه.
قال عمي عمر بن فرج: فأخذت العصا بيدي، فما زلت أضربها حتى انكسرت العصا بيدي، والله ما جازت على قبره، وكان هذا الرجل شديد الانحراف عن آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
وقد جاء وصف حالة القبر الشريف ووصف حالة زائريه في تلك الأيام السوداء من حكم المتوكل في رواية لأبي الفرج الأصفهاني عن محمد بن الحسين الأشناني حيث قال:
" بعد عهدي بالزيارة في تلك الأيام خوفا، ثم عملت على المخاطرة بنفسي فيها، وساعدني رجل من العطارين على ذلك، فخرجنا زائرين نكمن بالنهار ونسير بالليل، حتى أتينا نواحي الغاضرية، وخرجنا منها نصف الليل، فسرنا بين