صاحبك وخليلك عمر المعروف بالفضاضة والخشونة والشدة بين الناس، بقتال أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم في بيتهم؟ إن امتنعوا من الخروج منه للبيعة لك؟
أهكذا كنت تفعل مع أحد من قرابتك إن امتنع من البيعة لك؟ لا والله، لا والله. فبأي وجه تلقى غدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقدر روعت ابنته فاطمة وآذيتها، وأسخطتها وآلمتها، ولم تحفظ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرابتها، وبأبيها أنقذك الله من الشرك وعبادة الأوثان:
أما بلغك قول أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم): رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني (1) كيف تبعث عمر الفظ، الغليظ القلب (2) إلى أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتأمره بقتالهم إن امتنعوا من الخروج منه للبيعة لك حقا لقد أسخطت الله ورسوله، وأهل بيت رسوله، وذريته، وشيعته أجمعين، بسيرتك هذه السيئة مع أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وفرض موتهم على المسلمين في صريح كتابه الكريم فقال (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (3) فسوف تلقى ما قدمت يداك يوم القيامة يوم الحسرة