العبيد والإماء والأحرار، ويطوف حول بيتها الهلاك من ذوي الحوائج وطالبي الاستجداء، وكان بيتها الرفيع وحرمها المنيع لا يضاهيه في العز والشرف وبعد الصيت إلا بيوت الخلفاء والملوك.
فتركت ذلك كله لوجه الله، وانقطعت عن علائق الدنيا بأسرها في سبيل الله، وأعرضت عن زهرة الحياة من المال والبيت والزوج والولد والخدم والحشم، وصحبت أخاها الحسين (عليه السلام) ناصرة لدين الله، وباذلة للنفس والنفيس لإمامها ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، مع علمها بجميع ما يجري عليها من المصائب والنوائب، كما سمعته في حديث أم أيمن، مؤثرة الآخرة على الدنيا، والآخرة خير وأبقى.
ومن زهدها: ما روي عن السجاد (عليه السلام) من أنها صلوات الله عليها ما ادخرت شيئا من يومها لغدها أبدا.