ولكن العجيب اختلافهم في آخر ما نزل من القرآن، وقد كانوا دولة وأمة ملتفة حول نبيها، وقد أعلن لهم نبيهم صلى الله عليه وآله أنه راحل عنهم عن قريب، وحج معهم حجة الوداع، ومرض قبل وفاته مدة، وودعوه وودعهم!
فلماذا اختلفوا في آخر آية، أو سورة نزلت عليه صلى الله عليه وآله؟!!
الجواب: إن الأغراض الشخصية والسياسية لم تدخل في مسألة أول ما نزل من القرآن، كما دخلت في مسألة آخر ما نزل منه.. كما سوف ترى!!
سورة المائدة آخر ما نزل من القرآن:
يصل الباحث في مصادر الحديث والفقه والتفسير إلى أن سورة المائدة آخر سورة نزلت من القرآن.. وأن آية (اليوم أكملت لكم دينكم) الواقعة فيها، نزلت بعد إكمال نزول جميع الفرائض.. وأن بعض الصحابة حاول أن يجعل بدل سورة المائدة سورا أخرى!!
رأي أهل البيت عليهم السلام:
- قال العياشي في تفسيره 1 / 288: عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام قال: كان القرآن ينسخ بعضه بعضا، وإنما كان يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بآخره، فكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة، فنسخت ما قبلها ولم ينسخها شئ.
لقد نزلت عليه وهو على بغلته الشهباء، وثقل عليه الوحي، حتى وقفت وتدلى بطنها، حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض، وأغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله حتى وضع يده على ذؤابة شيبة بن وهب الجمحي، ثم رفع ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقرأ علينا سورة المائدة، فعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وعملنا. انتهى.