هذا هو المشبه به، وأما المشبه فهو عبارة عن العقيدة الضالة الكافرة التي لا تعتمد على برهان ولا دليل، يزعزعها أدنى شبهة وشك.
فينطبق صدر الآية التالية على التمثيل الأول، وذيله على التمثيل التالي، أعني: قوله:
(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) هذا هو المنطبق على التمثيل الأول وأما المنطبق على التمثيل الثاني فهو قوله: (ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) أي يضل أهل الكتاب بحرمانهم من الهداية، وذلك لأجل قصورهم في الاستفادة عن الهداية العامة التي هي متوفرة لكل إنسان، أعني: الفطرة ودعوة الأنبياء.
وقوله: (يفعل الله ما يشاء) بمعنى أنه تعلقت مشيئته بتثبيت المؤمنين وتأييدهم وإضلال الظالمين وخذلانهم، ولم تكن مشيئته عبثا وإنما نابعة من حكمة بالغة.